ريش النعام
منذ عدة قرون وبلاطات ملوك أوروبا تستجلب ريش النعام، وتبذل الغالي والنفيس لاقتنائه، فهذا الريش يستعمل في صنع بعض الأمور كالحلي والقبعات فضلا عن تيجان الملوك والأكاليل المستعملة في الأعياد في حفلات النبلاء، وفي رقصات الباليه، وفي حلبات السباق ريش النعام هو الاقيم
شاهد ايضاً : أنواع النعام
صناعة النياشين الخاصة بالنبلاء
كما يدخل ريش النعام في جملة صناعة النياشين الخاصة بالنبلاء والتي تزين صدورهم والتي تعرف بالفرنسية بكلمة (Héraldique). ويصبغ ريش النعام بألوان زاهية لهذه الاستعمالات الخاصة، فظهر بأوروبا منذ أزيد من ثلاثة قرون ما يمكن تسميته “الصناعة الريشية” (La plumasserie) وهي النشاط الصناعي المتعلق بإعداد ريش النعام والاتجار به.
ريش النعام موضة الملوك والنبلاء
ولن نصل إلى نهايات القرن الثامن عشر حتى يظهر في أوروبا شغف خاص بريش النعام وتصبح استعمالاته موضة الملوك والنبلاء والطبقة الراقية في أوروبا، فكان ريش النعام جزءا من تسريحات علية القوم. وفي القرن التاسع عشر بالذات سيصبح النشاط المرتبط بريش النعام اقتصادا قائما بذاته، وكانت المدينة الإيطالية ليفورنو أو قُرْنَة من أهم مراكز النشاط المتعلق بريش النعام في أوروبا.
صيد النعام بموريتانيا
ما إن ينتهي شهر مارس من كل سنة حتى يبدأ موسم صيد النعام بالصحراء الموريتانية، فنهاية شهر مارس تعني انقضاء الشتاء وبالتالي بدايات ارتفاع درجات الحرارة، وعندما ترتفع درجة الحرارة تصبح مطاردة النعام أسهل، ويصبح الإمساك به بعد إتعابه بالجري أيسر. إن هذا الطائر العملاق لا يؤثر فيه شيء أكثر مما تؤثر فيه حرارة الجو التي تحد من قدرته على الصبر على الجري والإفلات من نيران الصيادين.
وفي القرون الماضية كانت حرارة الجو عندما تشتد صيفا خصوصا في منطقة الساحل الأطلسي ببلادنا، فإن خيطان النعام تتقاطر نحو الشاطئ بحثا عن جو بارد فتنشر النعامة جناحيها على ألسنة موج البحر المتكسرة على الشاطئ، وينتهز الصيادون تلك الفرصة، وقد أعدوا عدتهم وأخذوا كمائنهم بين وهاد كثبان الرمل الشاطئية، وينتظرون حتى يبل النعام ريشه من موج البحر فيخرجون فجأة من كمائنهم ويصيحون في وقت واحد صيحات عالية تصيب النعام بالذعر والفزع، فينظر فإذا البحر وراءه والصيادون أمامه ولا يجد من مخرج سوى الاحتماء بالموج، فيقترب منها الصيادون ويقضون عليها بسهولة واحدة واحدة، هكذا شاهد الرحالة الفرنسي فينصان الذي زار الترارزة وإينشيري وآدرار والساحل سنة 1860.
وقبل ذلك بقرن من الزمان يذكر عالم الطبيعة الفرنسي ميشيل أدنسون (Michel Adanson) المتوفى سنة 1806م أنه شاهدة بالگصيبه على ضفة نهر السنغال أواسط القرن الثامن عشر طريقة صيد البيضان للنعام التي تقوم على إنهاك الطائرة مطاردة ثم الإمساك به حيا أو قتله رميا.